يشخّص الكتاب منافع ومضار الأغذية المتنوعة، مبرزا مدى حاجة الأبدان والأمزجة المختلفة إلى أنظمة غذائية ملائمة لطبيعة بدن الإنسان ومزاجه ضمانا للتغذية السليمة. ويشدًد إسحاق بن سليمان في هذا السياق على ضرورة اعتماد المنهج العقلي والتجارب العلمية تجنّبا لغيبيات التنجيم، مما يؤكٌد عقلانية منطلقاته النظرية وعلمية مرجعياته المعرفية، إذ تترجم مضامين كتابه ادراكه العميق لثوابت الفكر العلمي في مجالي الأغذية السليمة والأدوية الناجعة. فلم يكتف بشرح نظريات أعلام الطب العالمي مثل دراسات أبقراط وجالينوس والكندي، ولم يقتصر على سرد فهارس المصطلحات الطبية وبحوث الأطباء، بل كان ناقدا ومطوّرا للعلوم الطبية. لذلك اعتبره المهتمون بتاريخ الطب من أبرز مؤسسي مدرسة القيروان الطبية، فهو من المؤمنين بمفاهيم نسبية المعالجة، والتداخل بين البيولوجي والنفسي، وتعدّد الأمزجة، تلك التي يهتم بها اليوم الطب المعاصر في معجمي الطب الاحتمالي والطب البديل