يتنزّل الكتاب ضمن الأعمال الإبداعيّة ذات الطابع النضالي، إذ تتّسم كل نصوصه بالقفز على أسوار المحظور السياسي، وركّز فيه المؤلّف على نماذج من المدوّنة الشعريّة التونسيّة في الفترة الممتدّة من خمسينات القرن العشرين إلى تاريخ سقوط النظام سنة 2011. ولا يرتهن هذا الجنس الأدبي بمدى جماليّة وإبداعيّة النص بقدر ما يهتم بأغراض ثوريّة ومناوئة لنظم سياسيّة وسياقات اقتصاديّة، لذلك تناول الكتاب تفاصيل المضامين الاجتماعيّة والسياسيّة لنصوص متمرّدة عن الأساليب المنافيّة للمواطنة، وقد اضطلعت تلك النصوص المسكونة “بالحياة والحلم والثورة” على حدّ عبارة المؤلّف بدور رياديّ في تقويض منظومة الحكم