ببيت الحكمة
لقاء فكري حول الظاهرة الروحانيّة
يواصل قسم الدراسات الإسلاميّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” طرح إشكالات الظاهرة الروحانيّة التي شرع في تناول قضاياها منذ السنة الأكاديميّة الماضية، وفي هذا السياق من طرح القضيّة حاضر يوم الخميس 11 مارس 2021 الأستاذ الهذيلي منصر حول الروح حركة.
في البدء شدّد المحاضر على مفهوم التصوّف في الروحانيّة الإسلاميّة باعتباره “معبّرا عن التجربة الروحانيّة في الإسلام”، وتعدّ علاقة المعيش الروحاني بالدين في المطلق إشكاليّة بطبعها خاصّة في الديانات التوحيديّة لأنّها ” الأكثر حضورا في الذاكرة”. ويرتبط هذا المعيش بأسئلة الذات الإنسانيّة المتصلة بقضايا الغيب والتوق إلى العالم المطلق وأشكال القلق الأنطولوجي.
لكن لا يختزل المعيش الروحاني وفقا للمحاضر في التجربة الفرديّة، إذ يتحوّل “إلى تجربة جمعية ثم اجتماعيّة” أي يتطوّر من الفردي إلى الجمعي، وهو ما يعبّر عنه في الفكر الفلسفي من البسيط إلى المركّب أو الإشكالي.
وتتنزّل أهميّة المعيش الروحاني ضمن البحث عن المعنى والأجوبة المزيلة لأرق الأسئلة التائهة والمفتوحة لاسيما في سياقات حضاريّة تتّسم “بطغيان المادة والنفعيّة”. فلا يمكن حسب الأستاذ الهذيلي الانعتاق من هذا الوضع المتأزّم إلاّ عبر ” إعادة استكشاف الروحانيّة” بمنأى عن ضروب الشعوذة والتهريج والخرافة، لذلك يقترن في نظره الاهتمام اليوم بالدين بالظاهرة الروحانيّة بوصفها خلاصا من قبضة تشييئ الذات واغترابها في ظل التقنية المنفلتة ومنطق السوق.