أيّ معنى للحب الإلاهي؟ كيف تتنوّع صيغ الروحانيّة؟ ما طبيعة صلة العبد باللّه في التجربة الصوفيّة؟ ما مكانة غرض المحبّة في التجارب الروحانيّة؟ بماذا تتّسم الروحانيّة الشيعيّة “الغالية”؟ ما هو علم الباطن؟
طرح هذه الأسئلة الأستاذ المنصف بن عبد الجليل يوم الخميس 07 أكتوبر 2021 في محاضرة بعنوان روحانيّة على تخوم التصوّف: تأمّلات فيما بين المقامات والعقاب من الاتّصال، نظّمها قسم الدراسات الإسلاميّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة”، ويتنزّل اللقاء ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظّمها القسم حول التجارب الروحانيّة.
تناول المحاضر هذه الإشكالات، منطلقا من أسس فلسفة التجربة الروحانيّة المتّصلة “بالمصنّفات المنسوبة إلى أعلام الشيعة الغالية” فاهتمّ بأغراض فعل التصوّف التي استنتجها وفقا لمحاضرته من كتابي “الهفت الشريف” و”الصراط ” باعتبارهما “من المرويّات المنسوبة إلى المفضّل بن عمر الجعفي”.
وركّز الأستاذ المنصف بن عبد الجليل في تفكيكه لمقاصد تجربة التصوّف على صلة العبد باللّه قائلا “إنّها تكوينيّة وابتلائيّة” قوامها المحبّة، مشدّدا على أنّ “سيرة العبد في الكون” مرتهنة بالسعي إلى الكمال عبر محبّة الله، ومن أميز ما يميّز هذه المحبّة عدم ارتباطها حسب المحاضر بالخشية أو الطمع في الجنّة، أي لا صلة لها بثنائيّة العقاب والثواب، إنّها محبّة “الحلول والتماهي”، ومعيش روحي جوهره السمو والمعرفة، وبالتّالي تكون تجربة باطنيّة تعاش أكثر ممّا توصف وتقال، كما اهتمّ المحاضر بمسألة البعث “وما تتقوّم به الروحانيّة الشيعيّة (الغالية)” وما يبرّر “ادراجها في تقليد تأويلي عامّ واتصالها بأحوال المتصوّفة وترتيبهم لمقامات العروج نحو اللّه”.
الملخّص
المواكبة الإعلاميّة
La Presse.tn 09-10-2021(Journal électronique)