في إطار انفتاح المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” على المؤسسات الجامعيّة التونسيّة والعالميّة، والجمعيات، والمنظمات المهتمة بالبحوث العلميّة، والفكريّة، والابداعيّة المختلفة، ينظّم بيت الحكمة عديد الأيّام الدراسيّة والندوات الوطنيّة والعالميّة.
وفي هذا السّياق نظّم قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بالمجمع يومي 21 و22 نوفمبر 2019 ندوة دوليّة بالتعاون مع المعهد العالي للغات بتونس (جامعة قرطاج). تتناول الندوة إشكاليّة التفكير الحر حاضرا، وتتنزّل فعاليات التظاهرة الفكريّة في إطار تكريم فقيد الأسرة الإبداعيّة، الشاعر والإعلامي والكاتب عبد الوهاب المؤدّب(1946-2014) وصاحب المؤلّفات الأدبيّة والفكريّة المتنوّعة.
افتتح أعمال الندوة الدكتور عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع التونسي “بيت الحكمة” بكلمة حول أهميّة تنظيم هذا اللّقاء، مؤكّدا ضرورة التفكير في الفكر الحر نظرا إلى طبيعة تحدياته ورهاناته، فهو قضية محوريّة في اهتماماته، وذكّر ببعض مؤلّفات الراحل مثل “مرض الإسلام”. لقد كان الفقيد جريئا في إثارة إشكالات الصوفيّة والبربريّة وحوار الثقافة العربية الإسلاميّة مع ذاتها ومع الثقافات الأخرى، لذلك تميّز بإشعاع تخطى المحليّة نحو العالميّة كما ورد في تقديم الأستاذة هدى بن حمادي.
لقد كانت تجربة عبد الوهاب المؤدّب ثريّة فكريا، إعلاميا، وإبداعيا وفقا لرئيسة قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعية بالمجمع، الأستاذة منيرة شابوتو الرمادي التي ترأست الجلسة العلميّة الثانية، فهو برأيها من أهم رموز التعدديّة الثقافيّة والفكر الحر، فأغنى الحركة الأدبيّة بإبداعاته وترجماته واهتماماته الإعلاميّة بالمشروع الثقافي الإسلامي، مذكّرة ببرنامجه الأسبوعي في إذاعة فرنسا الثقافيّة حول “ثقافات الإسلام”، ودرّس الأدب المقارن في الجامعات الأوروبيّة، لقد أسهم حسب مداخلتها في التعريف بالحضارة العربيّة والإسلاميّة ومفكريها مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي إلخ…