الملخّص
تقديم ترجمة كتاب المرحوم سعد غراب، ابن عرفة
والمذهب المالكي بإفريقية في القرن 8 هـ/14 م
اليوم 7 جوان، س 10 صباحا
المكان: المجمع التونسي، بيت الحكمة
المشرف: د. احميدة النيفر
المترجم: د. نجم الدين الهنتاتي
المقدّم: د. الطاهر المناعي
اسم الكتاب الأصلي:
Ibn Arafa et le malikisme en Ifriqiya au 8e/14e siècles, Publications de la faculté des lettres de la Manouba- Manouba, 1992-1996, 2 T, 919 p.
المؤلّف: سعد غراب
اسم الكتاب المترجَم:
ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية في القرن 8 هـ/14 م، معهد تونس للترجمة – تونس 2022، 735 ص.
المترجِم: نجم الدين الهنتاتي
المراجع: عمر بن حمادي
المدقّق اللغوي: الطاهر المنّاعي.
ملخّص حول كتاب المرحوم سعد غراب، ابن عرفة
والمذهب المالكي بإفريقية في القرن 8 هـ/14 م
أصل هذا العمل رسالة دكتوراه الدولة ناقشها سعد غراب في رحاب جامعة السربون بباريس في 7 جوان 1984، بإشراف محمد أركون. ويدخل موضوعه ضمن اختصاص الإسلامولوجيا. ويحتوي الكتاب على خمسة أقسام متفرّعة إلى خمسة عشر فصل، عرّف المؤلّف في القسم الأوّل بالمراحل الأساسية في التطوّر السياسي – الديني بإفريقية من بداية الإسلام إلى تأسيس أسرة الحفصيين. وتناول في القسم الثاني الإطار الثقافي لتكوين ابن عرفة (ت. 803/1401) مع محاولة بيوغرافية له. ثمّ تمّ الاهتمام في القسم الثالث بإنتاج ابن عرفة، ثمّ بتلاميذه، في القسم الرابع. بينما عنون المؤلّفُ القسم الأخير من كتابه بابن عرفة والمشاكل الكبرى لعصره.
أهمّية هذا العمل تبرز من عدّة جوانب؛ فهو بحث علمي استغرق إنجازُه حوالي 15 سنة، اعتمد فيه صاحبه على مصادر كثيرة كان جلّها آنذاك مخطوطا، وموزّعا بين مكتبات كثيرة بعالم: الجزائر، والرباط، ومدريد، وباريس، وإسطنبول، فضلا عن تونس. وفي هذا ضمانة لطرافة العمل وإضافته. بل يمكن اعتبار هذا البحث أداة عمل أساسية للتعرّف على مخطوطات مجهولة، لاسيما أنّ المؤلّف حرص على مدّ القارئ بأرقامها، ووَصَفَها حتّى تكون منطلقا لمشاريع نشرٍ لبعضها، أو مشاريع بحث عددٍ من المواضيع. ومن هذا الجانب، يمكن اعتباره في بعض المواطن استدراكا على موسوعتي كارل بروكلمان وفؤاد سيزكين.
عند إنجاز هذا البحث، لم يسقط المؤلّف في المزلق السهل المتمثّل في تقديم عمل بيوغرافي فجّ يتبع حياة ابن عرفة. بل إنّ هذه الشخصية كانت “تعلّة لتحرير دراسة في التاريخ الديني حول القرن 8 هـ/14م”. فقد تناول المؤلّف البيوغرافيا وفق ما أصبح شائعا عند الباحثين، أي جعل البيوغرافيا إطارا ومَنفذا لبحث قضايا واسعة تتجاوز شخص المترجَم له، وخاصّة منها قضايا عصره، أي إثارة قضايا القرن 8 هـ/14 م وبحثها، وهي قضايا كثيرة ورئيسية. فهذا القرن يكتسي أهمّية بالغة، إذ عاشت فيه شخصيات لافتة على رأسها ابن عرفة وابن خلدون (ت 808/1406). وهو هامّ أيضا لأنّه يحمل إيذانا ببداية تراجع العالم الإسلامي أمام التهديدات المسيحية. وقد تفطّن ابن خلدون لذلك، وحلّل الوضع من زاوية الفيلسوف، والمؤرّخ، والسياسي. بينما تناول ابن عرفة عددا من قضايا عصره، كما هي، وحاول معالجتها بعقلانية لكنّها عقلانية متشبّعة بروح الفقه.
أهمّية البحث تبرز أيضا في كونه يقدّم لنا لوحة موعبة حول تاريخ مختلف العلوم الدينية: الفقه، الحديث، التفسير، علم الكلام والمنطق. ويهتمّ الكتاب أيضا بإحدى المراحل الأساسية في تطوّر المذهب المالكي بإفريقية. فقد مرّ هذا المذهب هناك بمراحل منها مرحلة تجميع الفروع وتدوينها في موسوعات فقهية تُمثّلها أساسا مدوّنة سحنون (ت. 240/854)، فمرحلة الاختصار والتبسيط التي تُجسّمها رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ت. 386/996)، فمرحلة التنقيح والاقتصار التي تُمثّلها تبصرة اللخمي (ت. 478/1085)، فمرحلة الاختصار والاقتصار التي افتتحها ابن راشد القفصي (ت. 736/1356) في كتاب اللباب، ثمّ مرحلة التفقّه التي واجه بها ابنُ عرفة ظاهرة الاقتصار، ويظهر ذلك من خلال كتاب المختصر الفقهي. ورغم أنّ مجهود ابن عرفة في هذه المرحلة لم يُكلّل بالنجاح، بحكم سيطرة الفكر الخليلي، فإنّ ذلك العالِم تمكّن بفضل قوة شخصيته من تركيز المذهب المالكي بصفة نهائية بإفريقية، لاسيما أنّ الحفصيين ظلّوا متمسّكين بالمذهب الموحّدي.
كُتِب هذا العمل الضخم، والطريف، بلغة أجنبية، لا يُتقنها عدد هامّ من المسلمين ومن المهتمّين بحضارتهم، وتُمثّل ترجمتُه مفتاحا لتوسيع عدد المنتفعين به، وبالتالي تمكينُه من أجنحة ليطير في آفاق أرحب.
نجم الدين الهنتاتي
ترجمة المرحوم سعد غراب
وُلد في 18 ديسمبر 1940 بغمراسن بالجنوب التونسي
التحق بدار المعلّمين العليا بتونس، ثمّ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، وتحصّل على الأستاذية، اختصاص عربية.
تحصّل على شهادة الدراسات العليا بليون سنة 1966، ثمّ على أطروحة المرحلة الثالثة بباريس سنة 1970.
ناقش رسالة دكتوراه الدولة بجامعة السربون بباريس، تحت إشراف محمد أركون، حول “ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية”، موضوع هذه الترجمة.
عُيّن عميد كلّية الآداب بمنوبة سنة 1987، ثمّ رئيس المجمع التونسي بيت الحكمة سنة 1991.
ثمّ عُيّن مديرا عامّا مساعدا بمنظّمة الألسكو سنة 1994.
توفّي الأستاذ سعد في 15 جويلية 1995.
مؤلّفاته:
-4 كتب على شكل تحقيقات
-5 مؤلّفات خاصّة أضخمها كتاب ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية.
أكثر من 20 مقال بلغات متنوّعة.
ترجمة الدكتور نجم الدين الهنتاتي،
أستاذ تعليم عال، بالمعهد العالي للحضارة الإسلامية (جامعة الزيتونة، تونس).
اختصاص تاريخ وسيط، متخرّج من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس.
متخصّص في تاريخ التطوّر المذهبي بالغرب الإسلامي الوسيط، وتاريخ حضارته، وتاريخ مدنه.
رئيس مخبر “المذاهب الدينية بالمغرب الإسلامي وعلم الأديان”،
عضو بالمجمع التونسي، بيت الحكمة.
نشر عديد البحوث بتونس وخارجها، منها:
المذهب المالكي بالغرب الإسلامي إلى منتصف القرن 5هـ/11م، تبر الزمان – تونس 2004.
مدينة تونس قبل العهد الحفصي، مجمع الأطرش – تونس 2019
مقالان بدائرة المعارف الإسلامية، ط 3، حول المالكي، وابن ناجي.
حقّق 3 مخطوطات منسوبة إلى الأسدية، تحت عنوان: سماع أسد بن الفرات على محمد بن الحسن الشيباني، نشرها بريل -ليدن 2023.
أشرف على مؤلَّف جماعي، الحجّ بين الماضي والحاضر، نشر مجمع الأطرش – تونس 2023.
أشرف أيضا على مؤلَّف جماعي، محاضرات في تاريخ الغرب الإسلامي وحضارته، نشر مجمع الأطرش – تونس، 2023.
ترجم إلى العربية 6 مقالات ضمن مختارات من دائرة المعارف الإسلامية، الصادرة عن بريل – ليدن ومعهد تونس للترجمة د ت.
ترجم رسالة المرحوم سعد غراب، ابن عرفة والمذهب المالكي، معهد تونس للترجمة، 2022.
ترجمة الدكتور الطاهر المنّاعي
أستاذ تعليم عال، بكلية الآداب والفنون والإنسانيات، منوبة.
متحصّل على شهادة دكتوراه الدولة في اللغة والآداب العربية.
2012-2014: نائب عميد كلية الآداب والفنون والإنسانيات، منوبة.
المؤلّفات:
غريب القرآن لابن عبّاس دراسة لغوية اجتماعية، نشر مركز النشر الجامعي تونس 2009.
الخطاب القومي العربي المعاصر من خلال أبحاث مركز دراسات الوحدة العربية (1975-1990)، نشر مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 2008.
المثقّفون التونسيون والحضارة الغربية في ما بين الحربين (1919-1939)، نشر دار المعارف سوسة 2001.
المواكبة الإعلاميّة
Le Temps 17-05-2023
الشعب عدد 1750 08-06-2023
الصباح 06-06-2023
