أمسية الأدب والفنون “ببيت الحكمة”
تأثّر في أعماله الأدبيّة والفنيّة بالمذهب التفكيكي، ويعترف بتأثّره الكبير بالفيلسوف الفرنسي جاك داريدا(Jacques Derrida) الملقّب بالأب المؤسّس للتفكيكية، تعتبر تجربته الإبداعيّة من أطرف التجارب الفنيّة والوطنيّة، كتب نصوصه الروائيّة والشعريّة بالفرنسيّة، جمع بين الرواية والشعر والرسم. كذا هو المهندس المعماري سمير مخلوف، فهو روائي وشاعر ورسّام كما قدّمه الأستاذ علي اللّواتي في محاضرة بعنوان “حوار الكتابة والرسم في أعمال سمير مخلوف الأدبيّة والتشكيليّة”، نظّمها مؤخّرا قسم الآداب بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة”.
على الرّغم من تخصّصه في الهندسة المعماريّة إلاّ أنّه مولع بالرّواية والشعر والأجناس الفنيّة التشكيليّة، إذ شارك في أبرز المعارض التونسيّة والعالميّة مثل الصين وإيطاليا وفرنسا إلخ… فسمير مخلوف تجربة إبداعيّة طريفة تونسيّا، وعالميّا وفقا للمحاضر، فهو على غرار كتاب عالميين مثل “جبران خليل جبران” و”فكتور هيغو” و “علي الدوعاجي” إلخ … نشر سنة 2000 روايته الأولى « Le Jardinier De Quinze Soirs » وعرّبها علي اللّواتي.
ومن أميز ما يميز تجربة الروائي والفنان التشكيلي سمير مخلوف وفقا للمترجم والمبدع علي اللّواتي النزعة الحواريّة بين عديد الأشكال التعبيريّة، فالعلاقة بين نصوصه الروائيّة ولوحاته التشكيليّة عضويّة، مضامين الرواية مخصبة للوحات، واللوحات مثرية للنصوص الشعريّة والروائيّة، لقد وردت رسوماته مرفقة بالتعليقات سعيا إلى تفكيك المنظومة الدّلاليّة للصور. والمتأمّل في ابداعات سمير مخلوف يستخلص برأي اللّواتي مواطن التقاطع بين البناء السردي للنص الرّوائي واللّوحات التشكيليّة، وعليه يغدو النص الأدبي بنية ألوان وصور مفعمة بالدلالات الرمزيّة، وتصبح اللّوحة بناء سرديا يترجم الرّوح الخلاّقة لخيال فنّان متعدّد المواهب وثري بوسائطه التعبيريّة المختلفة.
صفوة القول يمثّل سمير مخلوف حسب المحاضر تجربة أدبيّة-جماليّة أخصبت الخيال العلمي، وخيالا علميا حلّق به في عوالم القصّة والرواية والشعر، واستفادت لوحاته من تعدّد أنماطه التعبيريّة، لذلك وردت أعماله متكاملة في شكل حوارات إبداعيّة، تتراوح بين الواقعيّة المنشودة والتحليق بأجنحة المخيال الخلاّق.