هل من وظائف علاجيّة للموسيقى وما مدى نجاعة هذه التجارب العياديّة عبر مراحل التاريخ؟ كيف يكون التاريخ أحد روافد علم الموسيقى؟ ما المقصود بالمشترك في الصناعة الموسيقيّة؟ هل يجوز فهم موسيقى العالم العربي الإسلامي دون تنزيلها ضمن البعد الكوني؟
تلك هي الإشكالات الكبرى التي أثارها الأستاذ محمود قطاط في محاضرة حول المشترك في التراث الموسيقي العربي الإسلامي نظّمها قسم الفنون بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2021. وأكّد خلالها المحاضر على عدم إمكانيّة استيعاب التجارب الموسيقيّة العربيّة-الإسلاميّة بمعزل عن النظرة الشموليّة المتعالية عن الاعتبارات العرقيّة، والعقائديّة، والطائفيّة، فخصال الموسيقى العربيّة-الإسلاميّة في نظر المحاضر كامنة أساسا في “الوحدة والتنوّع” والكونيّة، إذ تتجلى الوحدة وفقا لمحاضرته في أصول الإرث الموسيقي، ويكمن التنوّع في تعدّد الروافد والمرجعيّات تلك التي نهلت منها المدرسة الموسيقيّة العربيّة-الإسلاميّة مثل المدارس التركيّة والفارسيّة إلخ…بل هي تتخطى هذه الخارطة المألوفة لاتساع مساحتها، متّسمة بتشكيلة “مقاميّة متجانسة ومتباينة في نفس الآن”.
باختزال شديد تكمن القواسم المشتركة في الفضاء الموسيقي العربي-الإسلامي حسب الأستاذ محمود قطاط في مستويين رئيسيين، يتمثّل الأوّل في طبيعة التفكير الإسلامي العام بوصفه مشروعا فكريّا كونيّا، وتترجم المستوى الثاني خصائص الصناعة الموسيقيّة في بعديها النظري والعملي مثلما ورد في المحاضرة عبر جداول مقارنة ونماذج تحليليّة تؤكّد وجاهة أطروحة الأستاذ قطاط المشدّد في محاضرته على أهميّة تجارب كبار المنظرين والفلاسفة والعلماء الذين وظّفوا الموسيقى للإمتاع والمعالجة على غرار الفيلسوف ابن باجّة.
الملخّص
المواكبة الإعلاميّة