يهتمّ قسم الآداب بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” في سياق أنشطته الأكاديمية الأسبوعية بجميع الأجناس الأدبية والإبداعيّة الناطقة بأبرز اللغات العالميّة، وفي هذا السياق نظّم يوم 14 فيفري 2024 أمسيّة أدبيّة حول التجربة الشعريّة التونسيّة الناطقة باللسان الفرنسي. وقدّم خلالها الأكاديمي سمير المرزوقي محاضرة عنوانها “خواطر حول الشعر التونسي الجديد الناطق بالفرنسيّة” مؤكّدا في سجال أدبيّ أداره المجمعي كمال الدين قحة ثراء هذه التجربة الإبداعيّة المشعّة خارج الضفاف التونسيّة والعربيّة، وهذا ما تؤكّده المنشورات والاهتمامات الأجنبيّة بكثير من الأدباء والنقّاد التونسيين الذين أبدعوا بلغة موليير وفولتير.
وتعدّ الإنتاجات الشعريّة التونسيّة ذات المعجم الفرنسي موغلة في القدم وفقا للمحاضر، فالبعض منها يعود إلى فترة تتجاوز القرن، وخاصّة منذ ثمانينات القرن التاسع عشر تزامنا مع الحقبة الاستعماريّة، إذ نشرت آنذاك عديد النصوص الشعريّة والأدبيّة في مجلات وصحف، ومن أبرز تلك العناوين المجلة التونسيّة، تلك التي نشرت الكثير من النصوص والقصائد لمبدعين اهتموا بهواجس الشأن العام ذات العلاقة بالتحديات السياسيّة، والقضايا الاجتماعيّة العامّة، وبأشكال تحرّر الشعوب من قوى الهيمنة، والصراع بين القوى المتنازعة، فلم تكن النصوص بمنأى عمّا يحدث محليّا وإقليميّا وعالميّا.
ولم تكتف فعاليات الأمسيّة بتناول نماذج من هؤلاء الشعراء والأدباء، بل تطرّقت إلى دور النقد والتسويق الإعلامي وحركة النشر في تسويق النص الإبداعي عموما والمحاولات التجديديّة خصوصا. كما تناولت صعوبة تحديد هويّة لتلك المدوّنة الشعريّة نظرا إلى تعدّد اغراضها من جهة، وخصوصيّة كل تجربة من جهة ثانية، وفي هذا الإطار شدّد بعض المتدخلين على انفتاح مدوّنة الشعر التونسي على اختلاف المدارس الشعريّة العالميّة لأنّ الممارسة الإبداعيّة عابرة بطبعها للحدود.
المواكبة الاعلامية
جريدة الشعب 22-02-2024
Le Temps 20-02-2024
جريدة الشعب 15-02-2024