تترجم كتاباته الحياد المعرفي، إذ لا “تؤثّر فيه الانتماءات الإيديولوجيّة المفضوحة أو المبطّنة” وفقا لنص تأبينيّ أكّد فيه المفكّر عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” تنوّع اهتمامات الفقيد، تلك التي تجمع بين الفلسفة والسوسيولوجيا والدراسات الدينيّة، ممّا مكّنه من إثراء البحوث الاجتماعيّة والإسلاميات في مؤلّفات غزيرة عالجت إشكالات المسكوت عنه مثل الجنسانيّة في الإسلام، الغيرية في الإسلام، العلم والإيمان. كما اهتمّ بقضايا حقوقيّة على غرار حق الطفل في التربية وحقوق الطفل في تونس، لذلك شدّدت جل نصوص إصدار بيت الحكمة “عبد الوهاب بوحديبة 1932-2020 ” على موسوعيّة الراحل وخاصّة في مجالات الفلسفة والدراسات السوسيولوجية والنفسية. إنّه من مؤسّسي الدراسات الفلسفية في الجامعة التونسية، ففي هذا السياق تقول الدكتورة منيرة شابوتو الرمادي في نص ورد بالفرنسيّة ” Le premier agrégé tunisien de philosophie(1959)” وهذا ما أكّده الدكتور فتحي التريكي في الصفحة 28 من الكتاب قائلا “بوحديبة أوّل تونسي تحصّل على التبريز الفرنسي في الفلسفة” مشيرا إلى أنّه مؤسّس تيّارالفلسفة الاجتماعيّة والثقافيّة. ويحتوي الكتاب على عديد الشهادات الأخرى لأكاديميين وباحثين وزملاء مجمعين على أن الراحل جسّد التكامل بين عمق المعرفة ونبل السلوك. باختزال شديد بأفول شمسه فقدت سماء تونس “مفكّرا كبيرا كوّن أجيالا من علماء الاجتماع” على حد عبارة خالد بن يوسف الذي عاشره طويلا حينما كان الفقيد رئيسا لبيت الحكمة.