البرنامج
ملخص
يتعلق الأمر في هذه المحاضرة بمعاودة قراءة أعمال عياض ابن عاشور الأخيرة، وعلى وجه الخصوص: “الفاتحة الأخرى” (2011)، الإسلام والديمقراطية (2020)، إيتيقا الثورات (2023)، انطلاقا من خيط موجّه هو خيط “تحرّر”، ومغادرة، وانفتاح، تبدأ كلها في صيغة رفع للحواجز التي تحول دون قراءة (أخرى) للنصوص المقدسة بتأويل داخلي، من جهة، وخارجي من جهة ثانية، يتيح لنا أن نتموقع في أفُق كونية ممكنة، وإنسانيّة مشتركة، وإسلام من غير استسلام. لا تريد القراءة التي نقدمها أن تكون قراءة تكوينية حصريا، ولا قراءة مغالية في التشبث بمنهج البنى، وإنّما تسعى إلى أن تبيّن أن تمشّي عياض ابن عاشور هو تمشّي “تفكّريةٍ” تريد أن تجد في العودة على النفس موارد تجدّدها.
ويتمكّن مفهوم الإيثيقا الذي يعيّنه ابن عاشور، في دلالته الواسعة والمندمجة في آن، من أن يقرّ نفسه تعاليا جديدا تُثبت ضمنه الحرّيةُ نفسَها مرادا أقصى من مرادات ذات هي تفكّرية (نظرية) وسردية (راوية) في آن معا، ذات مطلقة من جهة ومشدودة إلى الشهادة الملزمة للتاريخي، وحتى للمعيش، من جهة ثانية، فتفتتح بذلك ضربا من التوجّه اللّا مألوف للفلسفة بما هي “فكرةٌ” ولكن بما هي أيضا “شهادة” : هي فكرة لا تستند إلى ذكراها (souvenir) المتجمّدة بوجه ما، وإنّما إلى ذاكرتها (mémoire) أيضا، أعني إلى فكرة لا تنفك تحيي، في كل مرة، مشهد ميلادها: أترى عياض ابن عاشور يريد أن يعاود من جديد ابن خلدون ضد فلسفات التاريخ؟ أتراه يريد أن يثبت مرّة أخرى أنّه “الكونيّ – التونسي”؟ / “التونسي – الكونيّ”؟
سأعمل في نهاية المحاضرة على أن أنزّل، في نطاق محاولتي “استشكالَ اليوم الفلسفي”، عياض ابن عاشور وجها مناظرا لقمّتين أخريين من الفكر العربي المعاصر: هشام جعيّط وعبد الله العروي.
المواكبة الإعلاميّة
Le Quotidien 30-04-2024