قدّم المجمعي وأستاذ التاريخ الوسيط محمّد حسن يوم الخميس 3 فيفري 2022 محاضرة حول تدبير أطبّاء الأندلس لمسألة الطاعون أواسط القرن الرابع عشر الميلادي، ويتنزّل النشاط ضمن سلسلة الأنشطة العلميّة التي ينظّمها قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة”. واهتمّت المحاضرة التي أشرفت على فعاليّاتها رئيسة القسم الدكتورة منيرة شابوتو الرمادي بتعدّد المقاربات التي تناولت وباء الطاعون مثل الأطروحات الغيبيّة التي تستوعب المرض بوصفه “امتحانا إلاهيّا” و “من وخز الجان” الخ .. والأطروحات التجريبيّة المؤكّدة على علاقات سببيّة بين المرض وظروف بيئيّة وغذائيّة، إذ فسّر الأطباء منذ أبقراط هذه الحالة المرضيّة بمفردات علميّة مبرزين ارتباطها بعوامل طبيعيّة من بينها عوامل الهواء وغذائيّة متمثّلة في بعض الأطعمة والمياه. كما تطرّق الأستاذ محمّد حسن إلى “حصول جدل في الأندلس حول الموضوع” بين القراءات المختلفة في ظلّ استشراء المرض مشيرا إلى قيمة رسالة ابن الخطيب التي تعتبر مرجعيّة في الطب الوقائيّ خلال سياق متّسم بالجمود والوثوقيّة. لذلك اعتبر الأستاذ محمّد حسن تلك المقاربة حجّة على ظهور بوادر ميلاد تجربة طبيّة قوامها الروح العلميّة تقطع مع التفسيرات الأسطوريّة والروح الانهزاميّة التي يبرّرها الفكر الغيبي.بالمعنى الوجيز مثّل وباء الطاعون مصدر كل الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة على امتداد مسارات التاريخ محدثا تحوّلات كبرى في المجتمعات، ممّا يفسّر ظهور الرحلات والهجرة، بل أفضى إلى ما هو أعمق حيث ظهرت تجارب أدبيّة مرتبطة به كما ورد في مداخلة الأستاذة منيرة شابوتو الرمادي.
المواكبة الإعلاميّة