لئن كان الدكتور رفيق بوخريص طبيبا يداوي المرضى وخصّص هذا الكتاب رغم ذلك لدراسة موضوع بعيد نسبيا عن اختصاصه، يطرقه عادة علماء الفيزياء والفلك بالخصوص، فلأنّه قصَد الاطّلاع على ما وصلت إليه المعرفة في هذا المجال، معتبرا أنّ انعكاساته تتجاوز المختصّين فيما يسمّى العلوم الصلبة – التي كانت تسمّى دقيقة أو صحيحة، ثمّ تمّ العدول عن وصفها هذا − إلى جميع الذين يرغبون في فهم عالَمنا وأسراره. وكذلك الشأن بالنسبة إلى مترجم هذا الكتاب إلى العربية، وهو المكتوب في الأصل بالفرنسية. فقد أتى المعرِّب من اختصاص ينتمي إلى علوم الإنسان والمجتمع، ولكنه يعتبر أنّ الدارس لتاريخ الفكر الإسلامي والمعتني بالقضايا المعرفية التي يواجهها في راهنه يتحتّم عليه الاهتمام بالنظريات التي تتعلّق بالقوانين التي يسير عليها الكون وبنشأته ومصيره ومنزلة الإنسان فيه، حتّى لا يكون الفكر الديني الحيّ في واد، والمعرفة الحديثة المتداوَلة في مجال العلوم الصلبة في واد آخر.
من تقديم المعرّب
المؤلّف : رفيق بوخريص
دكتور في الطب من فرنسا، عمل في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم أستاذا في الطب بتونس. شغل عدة مناصب في هيئات وطنية ودولية، وهو عضو بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون – بيت الحكمة، وبالأكاديمية الإسلامية للعلوم. له ثلاثة مؤلفات ضخمة بالفرنسية في تكوين الأمة العربية وتطوّرها وفي دحض النظرية الصهيونية، وله بالفرنسية كذلك كتاب عن “السكان والصحة” (1986) وكتاب عن “الدماغ والديانات” (2018)، كما أنّ له أكثر من 300 فصل علمي في محافل دولية وإقليمية.
المعرّب : عبد المجيد الشرفي
مبرّز في اللغة والآداب العربية من باريس ودكتور دولة في الآداب من تونس. عمل أستاذا للحضارة والفكر الإسلامي بالجامعة التونسية وشغل عدة مناصب، من بينها عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس (1983−1986) ورئاسة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون – بيت الحكمة (2016−2021). أشرف على عديد الرسائل والأطروحات الجامعية، وله عدة فصول منشورة في كتب ومجلات علمية وطنية وأجنبية. من مؤلفاته: الإسلام والحداثة، لبنات (3 ج)، الإسلام بين الرسالة والتاريخ، البداهات الزائفة في الفكر الإسلامي.