صيدلي منذ خمسينات القرن الماضي، ترأس الهيئة الوطنيّة للصيادلة بتونس والجمعيّة التونسيّة للعلوم الصيدليّة، أسّس سنة 1981 مجلّة “الصيدلي التونسي”، رئيس شرفي وعضو مؤسّس للجمعيّة التونسيّة لتاريخ الطب والصيدلة، عضو بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة”. ذلك هو فقيد العلوم الصيدليّة الراضي الجازي، الذي كرّمه بيت الحكمة بتنظيمه يوم 14 سبتمبر 2020 فعاليات أربعينيّته، فلم يكتف الراحل بتأسيس الجمعيات والتظاهرات العلميّة وطنيا، بل كان مشعّا عربيا وعالميا، فهو أوّل رئيس لاتحاد الصيادلة العرب ومن مؤسّسي جامعة صيادلة المغرب العربي وعضو ناشط في أكاديميات عالميّة مثل الأكاديميّة الفرنسيّة للصيدلة.
ونشر الراحل عديد المقالات والبحوث العلميّة في مجلات عربيّة وأوروبيّة، كما شارك في مؤتمرات علميّة عالميّة ممّا يفسّر حجم شهادات التقدير والأوسمة الدوليّة التي نالها مثل وسام الجمهوريّة التونسيّة سنة 1977 والوسام الوطني الفرنسي للاستحقاق سنة 1975ودرع اتحاد الصيادلة العرب سنة 1995.
افتتح اللّقاء الدكتور عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع، منزّلا تنظيم هذه الأربعينيّة ضمن القيام “بواجب في حق أحد روّاد المعرفة العلميّة الحديثة وخاصّة منها الصيدلة في تونس المعاصرة”، وذكّر الأستاذ الشرفي بأهم الأعمال العلميّة التي أنجزها الفقيد وبإسهاماته في التعريف بأعلام العلم على غرار تحقيق ونشر مؤلفات أحمد ابن الجزّار القيرواني. وأصدر بيت الحكمة بهذه المناسبة كتابا يتضمّن لمحة موجزة عن السيرة الذاتيّة للدكتور الراضي الجازي وبعض الشهادات والكلمات التأبينيّة وصور تذكاريّة ومنشورات الراحل.
تعدّدت المداخلات ووحّدها الإجماع حول القيمة العلميّة وثراء تجربة عالم ” كان عطاؤه وجهده وتفانيه في سبيل تطوير العلوم الصيدلانية مثالا يحتذى.. قد مكّنته سعة علمه من إصدار عديد المقالات والبحوث ممّا أهّله لتحمّل عديد المسؤوليات على النطاق العربي والعالمي” وفقا لكلمة جلال عبد الله الرئيس السابق لعمادة الصيادلة.