في إطار تكريم الرموز العلميّة والفكريّة، نظّم المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” يوم الجمعة 20 ديسمبر 2019 يوما تكريميا للطبيب الراحل عمر الشاذلي. افتتح اليوم التكريمي الأستاذ عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع، مشيرا إلى أن تنظيم هذه الأربعينيّة يتنزّل ضمن وفاء بيت الحكمة لأحد أعضائه. وينتمي الفقيد حسب مداخلته الافتتاحيّة لأكثر من مؤسّسة على غرار كلية الطب، وبيت الحكمة منذ التأسيس، ثم بصفته عضوا شرفيا.. فهو من الذين يشاركون في أنشطة المجمع، وقد أهدى مكتبته إلى بيت الحكمة. إنّه باختزال شديد من الذين تركوا بصمة في تاريخ تونس، والتونسي الأوّل الذي ترأس معهد باستور، كما أشرف على عدّة وزارات، من بينها وزارة التربية ووزارة التعليم العالي. لقد جمع المرحوم عمر الشاذلي وفقا للدكتور عبد المجيد الشرفي بين التاريخ والطب والسياسة.
تلك هي مسيرة الفقيد المتميّزة حسب مداخلة الدكتورة حبيبة بوحامد الشعبوني رئيسة قسم العلوم الرياضيّة والطبيعيّة بالمجمع، التي عرفته منذ سبعينات القرن الماضي كما ورد في كلمتها التكريميّة، إذ اكتشفت المرحوم وهي تتلقّى في رحاب كلية الطب في تونس دروسا تتصل بعلم التشريح المرضي، مذكّرة بمسيرة الفقيد بوصفه كاتبا عميقا وأستاذ الطب المشع عالميا، والإنسان المتمسّك بمواقفه وقيّمه على دوام.
وأصدر المجمع بهذه المناسبة كتابا يتضمّن بعض الصور التذكاريّة وشهادات تبرز دعائم مسيرة الدكتور عمر الشاذلي وعنايته بالتراث الطبي العالمي والعربي.