تتخطى الأنشطة الأكاديميّة في المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” تنظيم الندوات والمحاضرات والموائد المستديرة، حيث تهتم جميع الأقسام العلميّة بتقديم المؤلّفات، وفي هذا السياق واكب المهتمون بالكتاب خلال يومي 09 و10 جانفي 2024 لقاءين فكريين متضمنين لمداخلات حول دراسات قرآنيّة، وموسوعة النساء التونسيات.
اهتمّ اللقاء الأوّل بتقديم طبعة محيّنة لموسوعة النساء التونسيات الصادرة سنة 2023، وتحديدا بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة التونسيّة، نظّم اللقاء قسم الآداب بالمجمع بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة ( الكريديف)، وأشرف على النشاط المجمعي مبروك المناعي مبرزا أهميّة الموسوعة باعتبارها أثرا توثيقيّا لمسيرة نخبة من فاعلات ومبدعات صنعن التاريخ. وتضمّنت هذه النسخة وفقا لما ورد في اللقاء إضافة أكثر من عشرين كفاءة نسائيّة من مجالات نضاليّة وفكريّة وعلميّة مختلفة، ومن الطبيعي جدّا أن تستحق تلك النخبة الفاعلة في نسيجنا الاجتماعي الاهتمام وإعادة الاعتبار كما ورد في كلمة الأستاذة ثريا بالكاهية المديرة العامّة لمركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الموسوعة من إنتاج باحثين منحدرين من اختصاصات متنوعة، ويعتزم المشرفون عليها نشرها باللغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة، وإعداد منصّة إلكترونيّة تمكّنها من الإشعاع الذي توفّره التكنولوجيات الحديثة.
وفي اليوم الموالي نظّم قسم الدراسات الإسلاميّة ندوة حول كتاب “دراسات قرآنيّة: المناهج والسياقات والرهانات” افتتحها الرئيس السابق للمجمع الأستاذ عبد المجيد الشرفي بكلمة موجزة تتضمّن ردودا معرفيّة على النزعة الاستعلائيّة لبعض الباحثين الغربيين المهتمين بهذا الشأن الفكري موضّحا الفوارق بين الباحثين المنتمين للحركة الفكريّة العربيّة والإسلاميّة من جهة، والحركة الفكريّة الغربيّة من جهة ثانية حيث يهتم رموز الحركة الأولى بما ينتجه الخطاب المعرفي الغربي، لكن يتجاهل أغلب الغربيين المنجز المعرفي العربي والإسلامي بحجّة عدم قدرة العرب على إعادة النظر في المسلّمات، وبادعاء مفاده نزعة المحافظة التي تسم المرجعيات الفكريّة العربيّة والإسلاميّة.
ومثّل هذا التقديم الإشكالي والمكثّف مادة دسمة لعديد المداخلات والنقاشات حول مشروع الدراسات القرآنيّة الذي تناوله قسم الدراسات الإسلاميّة على امتداد موسمين أكاديميين متتاليين ( 2016-2017 ). وفي إطار توضيحيّ لأسباب الاهتمام بهذه الإشكاليّة الفكريّة أبرز رئيس
القسم الأستاذ احميدة النيفر منزلة الإلمام بزوايا المناهج والسياقات والرهانات، تلك التي تستوجب تجديد القراءة من أجل فهم البحوث القرآنيّة منسجما في القراءة مع عديد المداخلات المشدّدة على استحالة استيعاب الدراسات القرآنيّة بمعزل عن سياقات كل المقاربات، بما يعنيه السياق من دلالات اجتماعيّة وسياسيّة ومعرفيّة، وتحديدا جديد المناهج المعتمدة في القراءات إن كانت من داخل الدائرة الإسلاميّة أو من خارجها لأنّ “الاهتمام بالدراسات القرآنيّة مشترك بين الباحثين المسلمين والغربيين، والمنتمين للثقافات المسيحيّة واليهوديّة” وفقا لعبارة الأستاذ عبد المجيد الشرفي.
ومن البديهيّ جدّا أن يقود تنوع المناهج الفيلولوجيّة والتاريخيّة والتأويلية إلى تنوّع بحثيّ يثير أسئلة مفتوحة تستدعي الطرح والطرح المضاد، بل قد يفضي إلى تصادم في فهم حقيقة الرهانات، خاصّة في ظلّ الإبيستيميات الحديثة التي تستوعب جميع النصوص، بما فيها النص الديني ضمن رهاناته السياسيّة والقيميّة وفاعليّته الاجتماعيّة، لذلك اهتمّت مداخلات الندوة بالأبعاد الإيتيقية والتشريعيّة والعقائديّة والسياسيّة للنص القرآني ولقراءاته من داخل المشروع الثقافي الإسلامي ومن خارجه.
المواكبة الإعلاميّة
الشروق 21-01-2024
الصباح 21-01-2024
الشعب 18-01-2024
La Presse 17-01-2024
La Presse 12-01-2024
Le Quotidien 12-01-2024
Le temps 12-01-2024
المغرب 11-01-2024
Le temps 11-01-2024