كيف ينشغل الأدب بمآزق التاريخ؟ هل أنّ الخيال الأدبي في قطيعة حتميّة مع الواقع؟ أين تتجلى خصوصيّة التجارب الأدبيّة التونسيّة الناطقة باللغة الفرنسيّة؟ كيف تسهم الرموز الإبداعيّة التونسيّة في معالجة القضايا الكونيّة؟
اهتمّ قسم الآداب بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” بهذه الإشكاليات على امتداد يوم دراسيّ انتظم مؤخّرا حول الأدب والتاريخ والمخيال في الأدب التونسي الناطق باللغة الفرنسيّة، ويتنزّل النشاط ضمن سلسلة الأنشطة والورشات المفتوحة التي ينظّمها القسم انشغالا منه بجميع القضايا المطروحة مثلما ورد في افتتاحيّة رئيس المجمع الدكتور محمود بن رمضان. وفي نفس السياق شدّدت رئيسة القسم الدكتورة رجاء ياسين بحري على رهانات اليوم الدراسي المتمثّلة أساسا في إبراز مكانة مساهمات المبدعين والباحثين والأكاديميين التونسيين في المجالات الأدبيّة المختلفة ذات المعجم الفرنكوفوني، كما أكّدت على دور سلسلة الورشات والندوات والأيّام الدراسيّة التي ينظّمها قسم الآداب بالمجمع حول التثاقف والتكامل بين الحضارات والثقافات المختلفة. وفي هذا الإطار من طرح القضيّة اهتمّت عديد المداخلات بالتجارب الأدبيّة التونسيّة بوصفها ذات خصوصيّة تمليها أطر السياق، لكنّها متفاعلة جدليّا مع إبداعات محيطها الإقليمي وفضائها المتوسطي ومكوّنات النسيج الإبداعي العالمي لأنّها غير منفصلة عن السائد كونيّا، فجميع النصوص الأدبيّة والفكريّة والفنيّة مؤثّرة ومتأثّرة بما يحدث في حقول التاريخ. ولعلّ هذا ما ركّز عليه الدكتور محمد كمال الدين قحة مبيّنا ارتهان أيّ نصّ إبداعي بلحظته التاريخيّة وإن حلّق عبر خياله خارج تخوم التاريخي. أليس المتخيّل رحلة بين المأزق السائد والمفترض الممكن؟ ألا يقيم التاريخي في ضفاف المعاني؟ ألا يتداخل الواقعي في الخيالي والخيالي في الواقعي وإن توهّمنا الفصل القطعي بينهما؟
تلك هي القضايا التي ناقشتها نخبة من المجمعيين والجامعيين والمبدعين، اختلفوا حول بعض التفاصيل، لكنّهم أجمعوا على أهميّة الأدب في تقديم الحلول الممكنة للقضايا التاريخيّة المتجدّدة على دوام.
المداخلات:
المواكبة الإعلاميّة